هل يعيد محور روسيا–الصين–إيران تشكيل ميزان القوى العالمي؟
في السنوات الأخيرة، بدأت ملامح نظام عالمي جديد تتشكل ببطء ولكن بثبات. لم يعد من الممكن الحديث عن أحادية قطبية تقودها الولايات المتحدة، بل نشهد اليوم صعود محور سياسي واقتصادي وعسكري يتكون من روسيا، الصين، وإيران.
محورٌ يبدو أنه يسعى إلى إعادة تعريف موازين القوى، وتحدي الهيمنة الغربية التي سادت لعقود.
**تاريخ من الصراع والتقاطع **
لا يجمع بين هذه الدول الثلاث تحالفٌ أيديولوجي صلب، لكنها تتقاطع في هدف استراتيجي واضح: كسر النفوذ الغربي وتقويض النظام العالمي الذي تقوده أمريكا.
- روسيا، المثقلة بالعقوبات الغربية منذ غزو أوكرانيا، تسعى لبناء شراكات بديلة شرقية.
- الصين، التي تخوض حربًا صامتة ضد النفوذ الأمريكي في آسيا، تستثمر في مبادرة "الحزام والطريق".
- إيران، الغارقة في عزلة دولية بسبب ملفها النووي، ترى في التقارب مع روسيا والصين طوق نجاة استراتيجيًا.
** مصالح متشابكة، وإن لم تكن متطابقة**
ما يجمع بين هذه الدول أكثر مما يفرقها:
- التعاون العسكري الروسي–الإيراني في سوريا واليمن.
- الصفقات التجارية الصينية–الإيرانية التي تتجاوز العقوبات.
- المواقف المتقاربة في مجلس الأمن حول تايوان، أوكرانيا، وغزة.
** رد الفعل الغربي: دفاع أم ارتباك؟**
التحالف لم يُعلن رسميًا، لكنه بات واقعًا.
الغرب لم يقدم حتى الآن استراتيجية فعالة لاحتواء هذا المحور، في وقت تتراجع فيه الثقة العالمية في القيادة الغربية.
خلاصة: لحظة مفصلية في التاريخ
نحن أمام مواجهة بين نموذجين عالميين:
- الأول: غربي، قائم على الهيمنة والسيطرة.
- الثاني: ناشئ، يستخدم أدوات جديدة لإعادة تشكيل النظام العالمي.
هل هذا التحالف قادر فعلاً على تغيير العالم؟ أم أنه مجرد تقاطع مصالح مؤقت؟
الأيام القادمة ستحمل الإجابة.